الخميس، 9 يونيو 2016

نظريات علاج الآلام بالحجامة



نظريات علاج الآلام بالحجامة 

- نظرية البروستاجلاندين (Prostaglandin)

حيث تقوم الحجامة بإخراج مادة البروستاجلاندين والناتجة عن التهابات الخلايا وهذه المادة وظيفتها نقل إشارات الألم إلى المخ، ففي الحجامة يتم إخراج هذه المادة مع الدم الذي يتم إخراجه فيقل إحساس المريض بالألم وتعمل معظم المسكنات الكيميائية على منع تكوين هذه المادة حتى لا تنقل إشارات الألم إلى المخ.


- نظرية البوابة (Gate theory) 

وتفسر هذه النظرية عمل الحجامة في تخفيف الآلام بأن الألم الذي تسببه قوة شفط الحجامة يعمل على شغل المسار العصبي الذي يعمل على توصيل الإحساس بالألم إلى المخ، وعندما يصل إلى المخ مثير أو إحساس آخر غير إحساس الألم يمنع الألم أن يصل إلى المخ وبالتالي لا يحس المريض به، وهذا نفس عمل لصقة الظهر المخففة للآلام.

- تنشيط إفراز الإندورفين والإنكفالين :

تعمل الحجامة على تنشيط إفراز مادتي الإندورفين (Endorphines) والإنكفالين (enkephalines) اللتان تعملان على تقليل الإحساس بالآلام وهاتان المادتان تفرزان نتيجة الألم البسيط الذى يسببه الشفط والتشريط في عملية الحجامة ،كما تعمل مادة النيتريك أكسيد (No) على زيادة إفراز هاتين المادتين من منطقة معينة في المخ نتيجة تأثير العوامل الخارجية كالإصابات أو الجروح ويدل على ذلك أن الشخص حينما يكون منهمكاً في العمل قد لا يحس بالجروح البسيطة التي قد يتألم منها أثناء فراغه ثم بعد ذلك يكتشف أنه قد جرح بعد أن يهدأ جسمه ، ويساعد على إفراز هذه المواد كلها الحالة النفسية الجيدة إذ تسمى هذه المواد مواد الفرح الداخلية endogenous pleasure substances)) ويقل إفرازها كلما ساءت الحالة النفسية .

- تنشيط الدورة الدموية يقلل الألم:

لفهم هذه الطريقة لتخفيف الألم لابد من شرح عملية ارتباط الألم بنقص الدورة الدموية في المكان وهي كالتالي:

يسبب الألم حدوث تقلص عضلي في العضلات المحيطة بمكان الألم ويسبب هذا التقلص حدوث نقص في حركة المفصل المصاب وحركة المريض عامة ويسبب عن هذا النقص في الحركة نقص في الدورة الدموية وركود للدم في المكان المصاب ونقص الدورة الدموية يسبب حدوث الألم مرة أخرى لذلك فإن الحجامة تعمل على فتح هذه الدائرة عند منطقة الألم وعند منطقة نقص الدورة الدموية فهي تعمل على تقليل الألم بطرق مختلفة وتعمل أيضاً على تنشيط الدورة الدموية لذلك فإنها تفيد كثيراً في جميع الآلام التي تصاحبها تقلصات عضلية حيث تعمل على تقليل التقلص العضلي .

- نظرية إخراج المواد المسببة للألم:

تعمل الحجامة على إخراج المواد المسببة للآلام والتي وضحتها النظرية الكيميائية لحدوث الآلام وهي المواد الناتجة عن موت الأنسجة أو التهابها مثل مادة البراديكينين (Bradykinin) ومادة الهيستامين (Histamine) وإخراج هذه المواد لا يعمل فقط على تقليل الآلام ولكن على تقليل الالتهاب الحادث في المكان المصاب أيضا.

ومادة الهيستامين هي من ضمن نواقل الالتهاب (Inflammatory mediator) التي تعمل على حدوث اتساع في الأوعية الدموية وانقباض للعضلات اللاإرادية الناعمة (Smooth muscles) الموجودة في الشعب الهوائية مسببة ضيق التنفس الذي يحدث في حالات الأزمة الربوية والعديد من الأمراض الرئوية.

وحين يتم إخراج هذه المادة عن طريق الحجامة تتسع الشعب الهوائية في الرئتين ويستطيع المريض أن يتنفس بحرية وتعمل مادة الهيستامين أيضاً على ظهور بعض أنواع الحساسية والالتهابات مثل البقع الحمراء في الجلد (Flushing) والحساسية لبعض أنواع الطعام (Urticaria).

كما تعمل الحجامة على إخراج حامض اللاكتيك الذي يسبب تراكمه في العضلات حدوث الآلام والإجهاد العضلي.

مادة نيتريك أكسيد (No)

تتكون مادة نيتريك أكسيد (No) نتيجة أي إصابة أو التهاب يحدث في الجسم فتنتج كذلك مع تشريط الحجامة وهذه المادة هي المسئولة عن معظم التحسن الذي يحدث مع الحجامة إذ أن لها عدة وظائف مثل:

1- توسعة الأوعية الدموية (Vasodilatation) .

2- ناقل للمواد المسكنة الطبيعية كالإندورفين والإنكفالين .

3- ناقل لعوامل النمو وانقسام الخلايا (Proliferation ) .

4- تصنيع أوعية دموية جديدة (Angiogenesis) .

5- تقليل الورم المصاحب للإصابات (Edema) .

6- زيادة الغذاء الواصل عن طريق الشعيرات الدموية والشرايين إلي أنسجة الجسم المختلفة .

7- زيادة تأثير المضادات الحيوية على الأنسجة .

- نظرية خطوط الطاقة (Electro magnetic theory)

وتعتمد هذه النظرية على نفس أساس عمل الإبر الصينية حيث تعد خطوط ومسارات الإبر الصينية مسارات وهمية داخل الجسم لسريان الطاقة المغناطيسية والطاقة الحرارية في الجسم وعدد هذه المسارات 14 مساراً يختص كل مسار منهم بعضو أو أكثر داخل الجسم وتحتوى هذه المسارات على بعض النقاط التي يتم من خلالها التحكم في مستوى الطاقة في المسار وفى الجسم عامة ويمكن استثارة هذه النقاط بعدة أساليب مثل: الضغط بالأصابع أو بالإبر الصينية، أو بالحرارة، أو بأجهزة التنبيه الكهربي، أو بتركيب كأس حجامة فوق نقطة الإبر الصينية مع تشريطها أو بدون تشريط، وقد أثبت العالم الألماني يوهان أبيلي أن استثارة نقاط الإبر الصينية بالحجامة يفوق عمل الإبر الصينية عدة مرات .

وقد ترتبط أمراض الجسم بزيادة في مستوى الطاقة في مسارات معينة وتحتاج هذه المسارات إلى عمل حجامة دموية لتقليل هذه الطاقة وقد ترتبط أيضاً بنقص مستوى الطاقة وتحتاج هذه الأمراض إلى عمل حجامة جافة أو مساج بالحجامة لزيادة الطاقة داخل هذه المسارات.

نظرية رد الفعل الإنعكاسي:

المنطقة المحجومة لها تأثير غير مباشر على الأعضاء التي يغذيها العصب نفسه الذي يعطي الإحساس بتلك المنطقة من الجلد أو المشترك في الجملة العصبية نفسها، ومثال ذلك أن الحجامة على الكاهل تشفي ألم المعدة، والمرارة، والحجامة على أسف الظهر للشفاء من عرق النساء. ([1])
ويقول أ.د. علي محمد مطاوع عن الحجامة: إن لها أساساً علمياً معروفاً وهو أن الأحشاء الداخلية تشترك مع أجزاء معينة من جلد الإنسان في مكان دخول الأعصاب المغذية لها في النخاع الشوكي وبمقتضى هذا الاشتراك فإن أي تنبيه للجلد في منطقة ما من الجسم يؤثر على الأحشاء الداخلية المقابلة لهذا الجزء من الجلد.([2])

([1]) الموسوعة العلمية في الحجامة، د. جمال محمد الزكي، 161 وما بعدها بتصرف، وانظر: الحجامة علم وشفاء، د. ملفي بن حسن الوليدي الشهري، 106 وما بعدها. 
([2]) الحجامة علم وشفاء، د. ملفي بن حسن الوليدي الشهري، 124.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ الطب النبوي والطب البديل والإعجاز العلمي 2015 ©