الأربعاء، 13 يوليو 2016

- العسل عامل مهم لالتئام الجروح


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد تنوعت فوائد العسل الغذائية والعلاجية وذلك مصداقا لقوله تعالى ( فيه شفاء للناس) وفي هذا البحث سنرى أهمية استخدام العسل في علاج الجروح 
- العسل عامل مهم لالتئام الجروح: 
ذلك هو عنوان مقال نشر في مجلة J. Wound Ostomy Continence Nurs في شهر نوفمبر 2002م، يقول كاتب المقال الدكتور ( ليوس باي) من جامعة (تشارلز تسرت) في أستراليا: (رغم أن العسل قد استعمل كعلاج تقليدي في معالجة الجروح والحروق، إلا أن إدخاله كعلاج ضمن المعالجات الطبية الحديثة لم يكن معروفًا من قبل. ([1])
وفي بحث إنجليزي لإثبات فائدة العسل في التئام الجروح، نشر في صحيفة إنجليزية في 6مارس (1956م) أن أحد كبار الجراحين في مستشفى نورفولك الإنجليزي استخدم عسل النحل لتغطية آثار الجروح الناتجة عن العمليات الجراحية التي يجريها بعد أن ثبت له أنه يساعد على سرعة التئام الجروح وإزالة آثارها، فلا تترك ندوباً وتشوهات بعد العملية، كما تبين له من هذه التجارب التي أجراها أن طبيعة العسل وما يحويه من مواد تساعد على نمو الأنسجة البشرية من جديد، فتلتئم الجروح بطريقة مستوية([2]). 
يقول البروفيسور (مولان) من جامعة في نيوزلندا: "كان علاج الجروح بالعسل أمرًا أساسياً في القرون السابقة، ولكنه أصبح (موضة قديمة) عندما ظهرت المضادات الحيوية لعلاج الجروح، ولكن مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية أخذت بالانتشار، وأصبحت مشكلة طبية قائمة، ومن هنا كان بعث العسل من جديد في علاج تلك الحالات".([3])
أكد المؤتمر الدولي في موسكو عام 1979م ومؤتمر مدريد بإسبانيا 1974م فائدة العسل في معالجة الحروق وتخفيف الاحتقان والألم.([4])
يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني([5]) في محاضراته عن العسل وقد وصفته لأعداد لعلاج الحروق وضماد للجروح فيكون الشفاء سريعاً ولا توجد آثار بعد الشفاء والتي تدل على الحروق وهذا في كل الحالات.([6])
- استخدام العسل كضماد للجروح:
ففي دراسة نشرت في مجلة (الغور العام)([7]) في شهر فبراير 2003م، وأجريت على 60 مريضًا هولنديا مصابًا بجروح عميقة مختلفة؛ شملت الجروح المزمنة (21 مريضًا)، والجروح المعقدة (23 مريضًا)، وجروحًا ناجمة عن الرضوض الحادة (16 مريضًا). أكد الباحثون أن استعمال العسل كان سهلاً في تطبيقه عند كل المرضى إلا واحدًا، وساعد في تنظيف الجروح، ولم يحدث أي تأثير جانبي لاستعماله في علاج تلك الجروح.
وفي ألمانيا يعالج الدكتور ( كرونيتز ) وغيره آلاف الجروح بالعسل وبنجاح، مع عدم الاهتمام بتطهير مسبق، والجروح المعالجة بهذه الطريقة تمتاز بغزارة إفرازاتها، إذ ينطرح منها القيح والجراثيم .
وهنالك بحوث كثيرة في هذا الجانب، منها بحث بريطاني لإثبات فاعلية العسل في نمو الأنسجة، وسرعة التئام الجروح([8]).
وجاء في مقال للجراح الدكتور (ميخائيل بولمان) من مشفى (نورفولك ونورويتش) بإنجلترا مقال بعنوان استعمال العسل في التضميد الجراحي، أكد فيه أثر العسل على قتل الجراثيم، وسرعة التئام الجروح وفيه:
إن تأثير العسل القاتل للجراثيم عند تطبيقه على التقرحات والسطوح الملتهبة أكيد لا شك فيه وذلك بسبب فعله الماص للماء بصورة خاصة ويظهر فعله هذا بعد تطبيقه بوقت قصير على السطح المتعري وذلك بسيلان اللنف الحر الحاصل وأن سرعة نظافة المناطق الملتهبة المتقيحة ملحوظة غالباً كما أن القشور والبثرات وزوالها يتم بصورة أسرع مما هو عليه في الأحوال العادية عند استعمال الأدوية الأخرى ومن الصفات المميزة للعسل طريقة امتصاصه فالضماد (الشاش المغموس بالعسل) يبقى ندياً ولا يلتصق على سطح الجرح إلا بدرجة زهيدة إن حصل شيء من ذلك وإن امتصاص العسل الظاهر يجعل المرء يعتقد أن لقيمته الغذائية دوراً موضعياً مساعداً لترميم الأنسجة وشفائها.([9])
ويقول الدكتور (ميخائيل بولمان) عن تجاربه مع العسل: في بداية استعمالي للعسل كنت أضع الضماد العسلي بعد العملية بأربعة أو خمسة أيام ولكني وجدت أن وضع العسل في أول الأمر أفضل وليس هناك أي مبررات لتأخير وضع العسل على الجرح بعد العملية مباشرة بل على النقيض من ذلك فإن أي تأخير بوضع العسل مباشرة بعد العملية إنما هو خطوة للوراء بالنسبة لسرعة الشفاء ويقول أيضاً بعد سرده لعدد من تجاربه وأثر العسل على مرضاه يقول: فإنه يبدوا لي أنه من المعقول جداً أن اعتبر هذه المادة البسيطة أنجع علاج لكثير من الجروح الملتهبة وحسناتها أنها غير مخرشه، وغير سامة، ومعقمة بذاتها، وقاتلة للجراثيم، ومغذية، ورخيصة الثمن، وسهلة المنال، وسهلة التطبيق، وفوق كل ذلك فإنها دواء فعال.([10])
نشرت المجلة البريطانية للجراحة، وهي أشهر مجلة جراحية في بريطانيا([11]) دراسة استعمل فيها العسل الطبيعي عند 59 مريضاً مصاباً بالجروح أو القروح وكان العلاج المعتاد بالمطهرات والمضادات الحيوية قد فشل عند 80% من هؤلاء بعد معالجة مديدة استمرت ما بين شهر واحد إلى سنتين حيث أخذت لطخات من القروح للزرع الجرثومي وبعد تنظيف الجرح بالمحلول الملحي الفيزولوجي وضع 15-30سم3 من العسل يومياً على الجرح ثم أُخذت لطاخات للزرع الجرثومي بعد أسبوع من العلاج وكانت التقرحات والجروح على الشكل التالي:
غرغرينا فورنير 13 حالة، جروح ناجمة عن الحروق 10 حالات، قرحات استوائية 6 حالات، قرحات رضية 6حالات، كانكروم أوريس Cancrum Oris 5 حالات، قرحات الاضطجاع 4حالات، قرحات سكرية 4حالات، قرحة فقر الدم المنجلي 4حالات، قرحات سرطانية 4 حالات، قرحات أخرى حالتان 
وكانت أشهر الجراثيم التي زرعت عند هؤلاء هي عصيات القيح الأزرق (pseudomonas) والاشيريشيا القولونية والمكورات العنقودية، وقد أظهرت الدراسات اختفاء الجراثيم تماماً بعد أسبوع من العلاج بالعسل، وبدأت الأنسجة المتنخرة والمتوسفة بالافتراق عند جدار القرحات بحيث أمكن رفع هذه البقايا بواسطة الملقط بدون أي ألم عند المرضى، واختفت الوذمة المحيطة، وجفت القرحات، واختفت الرائحة النتنة من القرحات خلال أسبوع واحد من العلاج، ولم تحدث أية أعراض جانبية أو ارتكاس تحسسي عند هؤلاء المرضى خلال فترة العلاج.([12])
وهذا الجراح العالمي ألبرت شويتزر الحائز على جائزة نوبل 1965م أعرض عن استعمال المواد المطهرة لجروح مرضاه، واكتفى بغمس شاش بيضاء معقمة في عسل النحل.([13])
وهذا الدكتور مصطفى علي أخصائي الجراحة التجميلية يقول: إنني أستخدم العسل في كل الجروح الواسعة والمتقيحة .. وبعد 24 ساعة من وضع العسل على الجرح والجلد المتقيح أجد أن القيح تراجع كثيراً وأن رائحة النتن قد اختفت.. وقال إن حقن العسل ضمن المثانة يفيد في التهاب الأمعاء النخري.([14])
انبهر العلماء حينما عجزت جميع المضادات الحيوية أن تشفي جرح سيدة مريضة بالسكر استمرت في العلاج ستة أسابيع، وبعد أن أعيتهم الحيل استخدموا عسل النحل موضعياً على الجرح في محاولة يائسة كآخر محاولة لبتر ساقها، ولكن المفاجأة التي أذهلتهم هي أن العسل قضى تماماً على مستعمرات البكتريا وساعد على نمو أنسجة حية حول الجرح.([15])


([2]) الموسوعة الشاملة في الطب البديل، د. أحمد مصطفى متولي (ص: 282). 
([3]) مجلة الإعجاز العلمي، مجلة فصلية تصدر عن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة: أسرار العسل تتجلى في الطب الحديث. د حسان شمسي باشا. (العدد: 15). 

([4]) فن التغذية وأسرار الصحة، د. محيي الدين طالوا العلبي، 256. 

([6) من محاضرات الشيخ عبد المجيد الزنداني أثناء تدريسنا . 

([7]) وتعني هذه الكلمة أي المعلومات التي ليست في الظاهر، واسمها باللغة الأنجليزيةAnn Plast Surg. 

([8]) الموسوعة الشاملة في الطب البديل (ص: 283). 

([9]) العلاج بعسل النحل، د. ن .يويريش (ص :10 ). 

([10]) المرجع السابق نفسه ص 10. 

([11]) في شهر يونيو 1988م العدد،69. 

([12]) معجزة الاستشفاء بالعسل والغذاء الملكي، د. حسان شمسي باشا، 97، 98. 

([13]) عسل النحل في القرآن والسنة، د. السيد الجميلي،123. 

([14]) موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف، عبد الرحمن مارديني،138، والدكتور مصطفى علي أخصائي الجراحة التجميلية في مشفى الأسد الجامعي باللاذقية. 

هناك تعليق واحد

جميع الحقوق محفوظة لــ الطب النبوي والطب البديل والإعجاز العلمي 2015 ©