الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

التلبينة الأحاديث وشرحها والأبحاث العلمية الواردة في ذلك



التلبينة: حساء يعمل من دقيق أو من نخالة، ويجعل فيها عسل؛ سميت " تلبينة " تشبيها لها باللبن، لبياضها ورقتها. ([10])
التَّلْبين: هو الحِسَاءُ الرقيقُ الذى هو في قِوَام اللَّبن، ومنه اشتُق اسمُه، قال الهَرَوىُّ: سميت تَلبينةً لشبهها باللَّبن لبياضِها ورقتِها، وهذا الغِذَاءُ هو النافع للعليل، وهو الرقيقُ النضيج لا الغليظ النيء، وإذا شئتَ أن تعرِفَ فضل التَّلْبينَةِ، فاعرفْ فضل ماء الشعير، بل هي ماءُ الشعير لهم، فإنها حِساء متَّخذ من دقيق الشعير بنُخالته، والفرق بينها وبين ماء الشعير أنه يُطبخ صِحاحاً، والتَّلبينَة تُطبخ منه مطحوناً، وهى أنفع منه لخروج خاصيَّةِ الشعير بالطحن،
وقد تقدَّم أنَّ للعاداتِ تأثيراً في الانتفاع بالأدوية والأغذية، وكانت عادةُ القوم أن يتخذوا ماء الشعير منه مطحوناً لا صِحاحاً، وهو أكثرُ تغذيةً، وأقوى فعلاً، وأعظمُ جلاءً، وإنما اتخذه أطباءُ المدن منه صِحَاحاً ليكونَ أرقَّ وألطفَ، فلا يَثقُل على طبيعة المريض، وهذا بحسب طبائع أهل المدن ورَخاوتِها، وثِقلِ ماءِ الشعير المطحون عليها. والمقصودُ: أنَّ ماء الشعير مطبوخاً صِحاحاً يَنفُذُ سريعاً، ويَجلُو جَلاءً ظاهراً، ويُغذى غِذاءً لطيفاً. وإذا شُرِب حاراً كان جلاؤه أقوى، ونفوذُه أسرَع، وإنْماؤه للحرارة الغريزية أكثرَ، وتلميسُه لسطوح المَعِدَة أوفق. ([11])
وقد وردت عدة أحاديث عن التلبينة في كتب السنة منها ما يلي:
عَنْ عَائِشَةَ-رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَخَذَ أَهْلَهُ الوَعَكُ أَمَرَ بِالحِسَاءِ فَصُنِعَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ فَحَسَوْا مِنْهُ، وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّهُ لَيَرْتُقُ فُؤَادَ الحَزِينِ، وَيَسْرُو عَنْ فُؤَادِ السَّقِيمِ كَمَا تَسْرُو إِحْدَاكُنَّ الوَسَخَ بِالمَاءِ عَنْ وَجْهِهَا»([1])
وعن عَائِشَةَ-رضي الله عنها-، زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ المَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا، فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: كُلْنَ مِنْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ المَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الحُزْنِ».([2])
وعن عَائِشَةَ -رضي الله عنها -: أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الهَالِكِ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ المَرِيضِ، وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الحُزْنِ».([3])
وعَنْ عَائِشَةَ-رضي الله عنها-: أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينَةِ وَتَقُولُ: «هُوَ البَغِيضُ النَّافِعُ».([4])
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا قِيلَ لَهُ إِنَّ فُلَانًا وَجِعٌ لَا يَطْعَمُ الطَّعَامَ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينَةِ فَحَسُّوهُ إِيَّاهَا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَغْسِلُ بَطْنَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنْ الْوَسَخِ. ([5])
شرح الأحاديث:
قوله «إذا أخذ أهله» بالنصب على المفعولية «الوعك» بالرفع على الفاعلية، قال في النهاية: الوعك: الحمى، وقيل ألمها، «أمر بالحساء» بالفتح والمد وهو طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن وقد يحلى ويكون رقيقاً يحسى،.. وذكر بعضهم السمن بدل الدهن وأهل مكة يسمونه بالحريرة، «فحسوا منه» قال في القاموس([6]): حسا زيد المرق شربه شيئاً بعد شيء، «إنه ليرتو فؤاد الحزين» أي يشد قلبه ويقويه، «ويسرو عن فؤاد السقيم» أي: يكشف عن قلبه الألم ويزيله.([7])
وقال ابن القيم في معنى وتذهب ببعض الحزن:
وقد يُقال وهو أقربُ: إنها تَذهبُ ببعض الحُزن بخاصيَّةٍ فيها من جنس خواصِّ الأغذية المفرِحَة، فإنَّ من الأغذية ما يُفرِح بالخاصية([8]).. والله أعلم.
وقد يُقال: إنَّ قُوى الحزين تَضعُفُ باستيلاء اليُبْس على أعضائه، وعلى مَعِدته خاصةً لتقليل الغذاء، وهذا الحِسَاء يرطبها، ويقويها، ويغذِّيها، ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض، لكن المريضَ كثيراً ما يجتمع في مَعِدَته خَلْطٌ مراري، أو بلغمي، أو صديدي، وهذا الحِسَاءُ يَجلُو ذلك عن المَعِدَة ويَسْرُوه، ويَحْدُره، ويُميعُه، ويُعدِّل كيفيتَه، ويَكسِرُ سَوْرَته، فيُريحها ولا سِيَّما لِمَن عادتُه الاغتذاءُ بخبز الشعير.([9])
«التلبينة مجمة لفؤاد المريض وتذهب بعض الحزن» أما مجمة فبفتح الميم والجيم ويقال بضم الميم وكسر الجيم أي تريح فؤاده وتزيل عنه الهم وتنشطه والجمام المستريح كأهل النشاط. ([12])
والمراد بالفؤاد رأس المعدة فإن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته خاصة لتقليل الغذاء والحساء يرطبها ويغذيها ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض لكن المريض كثيرًا ما يجتمع في معدته خلط مراري أو بلغمي أو صديدي وهذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة وسبق الحديث بالأطعمة.([13])
وقد رد المناوي على من قال إن فؤاد المريض رأس المعدة فقال في شرحه للحديث:
«لفؤاد المريض» أي تريح قلبه وتسكنه وتقويه وتزيل عنه الهم وتنشطه بإخمادها للحمى من الإجمام وهو الراحة فلا حاجة لما تكلفه بعض الأعاظم من تأويل الفؤاد برأس المعدة فتدبر، ونفع ماء الشعير للحي لا ينكره إلا جاهل بالطب، «تذهب ببعض الحزن» فإن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته لقلة الغذاء والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها. ([14])
وتجم فؤاد المريض معناه تريحه وقيل تفتحه وقيل تجمعه.([15])
ثمرة الأحاديث والشرح.
- اعطاء المريض ما يناسبه من الطعام.
- المقصود بالتلبينة: حساء رقيق في قوام اللبن يتخذ من دقيق الشعير بنخالته ويضاف لها العسل أو اللبن سميت تلبينة تشبيهاً لها باللبن في بياضه ورقته.
- التلبينة: تريح فؤاد المريض قلب المريض وتسكنه وتقويه وتزيل عنه الهم وتنشطه.
- على اعتبار أن المقصود بفؤاد المريض المعدة فهي تقوي المعدة.
- التلبينة: مهدئة للتوتر والقلق والاكتئاب فهي تذهب ببعض الحزن.
- التلبينة: توصف لمن عنده حزن مثل الحزن على فقدان صديق وغيره.
- التلبينة توصف عموماً للمرضى وللناقهين من المرض.
- للتلبينة دور في غسل المعدة كما أن للماء دور في غسل الوجه من الوسخ.
الإكتشافات العلمية ووجه الإعجاز العلمي في النص النبوي.
التلبينة هي عبارة عن الشعير مضاف إليه اللبن أو العسل وقد سبق تعريفها والمقصود بالشعير من الناحية العلمية: هو نبات حولي من الفصيلة النيجيلية، ويشبه في شكله العام نبات الشوفان والقمح،.([16])
الاسم العلمي للشعير: : Hordeum sativum.([17])
الشعير وعلاج الكوليسترول:
المقصود بالكوليسترول: هو مركب دهني نتناوله في طعامنا، وتكونه أجسادنا، ويجري في دمائنا، وله حد طبيعي إن زاد عنه تترسب هذه الزيادة على جدران الأوعية الدموية، وتضيقها، وتُعَدّ زيادته أحد الأسباب المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين.([18])
قام معهد البحوث الزراعية بجامعة ألبرتا بكندا ببحث عنوانه: أهمية المنتجات المحتوية على منتجات الشعير على صحة مرضى السكر (النوع الثاني غير الوراثي) وتحديد أهمية استخدام منتجات الشعير، وتأثيرها على نسبة السكر والدهون في الدم، وكانت النتيجة النهائية لهذا البحث توضيح أهمية غذاء الشعير وخبز الشعير كوسيلة لزيادة كمية الألياف المطلوبة للجسم القابلة للذوبان، وغير القابلة للذوبان، لخفض نسبة السكر والدهون في الدم.
أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستوى الكوليسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية منها:
تحتوي حبوب الشعير على مركبات مشابهة لفيتامين (إي) الذي يعد من أشهر مضادات الأكسدة التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكوليسترول.
تحتوي ألياف الشعير المنحلة على مادة هامة جداً، وهي البيتا جلوكان التي تتحد مع الكوليسترول الزائد في الأطعمة والأحماض الصفراوية، مما يقلل وصوله إلى تيار الدم.
وتشير نتائج البحوث إلى انخفاض نسبة الكوليسترول العام بنسبة (10%)، وانخفاض نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة ldl إلى (8%)، وارتفاع نسبة الكوليسترول عالي الكثافة hdl إلى (16%).
ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض تمتص من القولون، وتتداخل مع استقلاب الكوليسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم.([19])
وجاء في كتاب الصيدلية الخضراء: أن الشعير مهم في تخفيض الكولسترول وأي نبات مشابه يحتوي على ألياف.([20])
الشعير يكبح جماح ضغط الدم لسببين:
أ. يحتوي على كمية وافرة من عنصر البوتاسيوم، حيث يخلق هذا العنصر التوازن اللازم بين الملح والماء داخل الخلية.
ب. الشعير مدر للبول مما يقلل من ضغط الدم: فالشعير ينظم امتصاص السكر إلى الدم مما يحد من ارتفاع السكر المفاجئ، لاحتواء أليافه المنحلة القابلة للذوبان على بكتينات تكون مع الماء هلامًا لزجًا يبطئ من هضم وامتصاص النشويات والسكريات، كما أنه قليل السعرات غني بالألياف المنحلة وغير المنحلة، مما يقلل من الرغبة في تناول الأطعمة السكرية وغيرها، وهذا يساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم.
ومن مضاعفات ضغط الدم جلطة القلب أو سكتة المخ وكذلك يؤدي إلى فشل كلوي.([21])
التلبينة وعلاج الاكتئاب.
أثبت الباحثون أن الحزن والاكتئاب هو خلل كيميائي، كما أثبتوا أن هناك مواد لها تأثير في تخفيف الاكتئاب والحزن، مثل عنصر البوتاسيوم، والمغنيسيوم، ومضادات الأكسدة، والميلاتونين، وبعض عناصر فيتامين (ب) المركب، والسيراتونين، فما علاقة الشعير بذلك؟
ـ يحتوي الشعير على عنصري البوتاسيوم والمغنيسيوم اللذين يؤدي نقصهما إلى سرعة الغضب والانفعال، والشعور بالاكتئاب والحزن، وضبط عنصر البوتاسيوم والمغنيسيوم له تأثير في تخفيف الاكتئاب عن طريق تأثير هذين العنصرين على بعض الموصلات العصبية.
يشعر الإنسان بالميل إلى الاكتئاب عند تأخر العمليات الفسيولوجية للموصلات العصبية، وهذا من أهم أسبابه نقص فيتامين (ب) المركب، والشعير يحتوي على كمية طبيعية من بعض فيتامين (ب) المركب، وهذا مما يساعد على التخلص والتخفيف من الاكتئاب.
إن علاج نقص مضادات الأكسدة مثل فيتامين (هـ) له تأثير فعال في علاج حالات الاكتئاب والشيخوخة، وخاصة لدى المسنين، والشعير يحوي كمية كبيرة من مشابهات فيتامين (إي) المضادة للأكسدة، وأيضا على فيتامين (أي) المضاد للأكسدة.
- يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفان الذي يسهم في تخليق أهم الناقلات العصبية، وهـو السيروتونين، والتي تؤثر بشكل واضح في الحالة النفسية والعصبية للمريض. ([22])
التلبينة وعلاج أمراض المعدة:
التلبينة مليّن للأمعاء، مهدّئ للقولون، مضاد لسرطان الأمعاء، يوصف حساء الشعير للمرضى كغذاء لطيف سهل الهضم، والشعير غني بالألياف المنحلة وغير المنحلة، وهذه الأخيرة تمتص كميات كبيرة من الماء، وتحبسه داخلها، فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها، مما يسهل ويسرع هذه الكتلة عبر القولون، وينشط الحركة الدودية للأمعاء مما يدعم عملية التخلص من الفضلات.
وهناك أبحاث على أهمية الشعير في التقليل من الإصابة بسرطان القولون، حيث استقر الرأي على أن الشعير يقلل من بقاء الفضلات في الأمعاء؛ مما يقلل من بقاء المواد المسرطنة في الأمعاء؛ مما يقلل من الإصابة بالسرطان، كما أن الشعير يحوي من عناصر مضادات الأكسدة والفيتامينات ما يقاوم الشوارد الحرة التي تدمر غشاء الخلية والحمض النووي، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان.
يستخرج من الشعير مادة تستعمل حقنًا تحت الجلد، أو شرابًا في حالات الإسهال والتيفوئيد، والتهابات الأمعاء، تسمى الهوردنين. ([23])
الشعير غني بالألياف ولهذا فقد أجريت تجارب على المرضى المصابين بالإمساك المزمن، فأعطي هؤلاء البسكويت المصنوع من الشعير فتبين أن 80% من هؤلاء الذين تناولوا ثلاثة أقراص من بسكويت الشعير يومياً قد شفوا تماماً من الإمساك وأقلعوا عن استعمال المسهلات، وقام فريق من الأطباء في جامعة وسكونسين في الولايات المتحدة بإجراء التجارب على الشعير فوجدوا أنه لا يخفض الكولسترول فحسب بل إن فيه مواد كيميائية تثبط فعل المواد المسرطنة في الأمعاء.([24])
فوائد الميلاتونين الطبيعي غير الضار في الشعير :
ثبتت وفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار في الشعير، فما هو الميلاتونين، وما آثاره؟
الميلاتونين: هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، وأعلى معدل للإفراز يكون أثناء الليل ويقل إفراز الميلاتونين كلما تقدم الإنسان في العمر.
وترجع أهمية الميلاتونين للإنسان أنها تقيه من أمراض القلب، وتخفض نسبة الكوليسترول في الدم، وتعمل على خفض ضغط الدم، ولها علاقة أيضاً بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه وتزيد مناعة الجسم، وتقي الإنسان من اضطرابات النوم، والسرطان وتعالج حالات الاكتئاب، وتعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة.
ولذلك كان تناول الشعير كحساء (شربة) يرفع معدله في الجسم ويعوض النقص في إفرازه مع تقدم العمر، وهذا ما نادى به كثير من الباحثين المتخصصين.([25])
الشعير ودوره في تقوية جهاز المناعة ([26]):
أظهرت الدّراسات التّجريبيّة على الحيوانات أن (بيتا جلوكان) وهو أحد مكونات الشعير ينشط كرات الدّم البيضاء؛ وهي إحدى آليات جهاز المناعة الهام لحماية الجسم من أخطار الكائنات الدقيقة الممرضة والتخلص من السموم، والخلايا المصابة.
كما وجد أن (البتا جلوكان) يسرع شفاء النسيج التالف، ويحفّز العناصر الأخرى لجهاز المناعة، وينصح الآن بهذه المادة كمكمّل غذائي لتحسين جهاز المناعة في جسم الإنسان.
الشعير وعلاج أمراض القلب([27]) :
تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هـ" التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هـ" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
وعلى هذا النحو يسهم العلاج بالتلبينة في الوقاية من أمراض القلب، والدورة الدموية؛ إذ تحمي الشرايين من التصلب -خاصة شرايين القلب التاجية-فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية، واحتشاء عضلة القلب.
أما المصابون فعليا بهذه العلل الوعائية والقلبية، فتساهم التلبينة بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية.
ويقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم أن طعام الإنسان في فترة النقاهة من المرض ينبغي أن يكون الطعام خفيفاً وسهل الهضم؛ لأن الجهاز الهضمي لا يكون قادراً على هضم وجبات كبيرة من الطعام.([28])
التلبينة تخفف ارتفاع السكر
تحتوي الألياف المنحلة القابلة للذوبان في الشعير على صموغ (بكتينات) تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة فتنظم انسياب هذه المواد في الدم ويمنع ارتفاعه عن طريق الغذاء، ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير على سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف -منحلة وغير منحلة-فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها.([29])
استخدامات الشعير في الطب الحديث :
يستخدم الشعير لعلاج الآتي:
لتخفيض مستوى الكولسترول؛ حيث قامت شركات بتصنيع كبسولات من زيت الشعير لتخفيف مستوى الكولسترول في الدم.
يوصف حساء الشعير للمرضى كغذاء لطيف سهل الهضم.
ينصح الباحثون باستخدامه لتخفيف الاكتئاب.
لعلاج الإمساك ولكثير من أمراض المعدة. ([30])
الطب الحديث يصف حساء الشعير في الحميات وكغذاء لطيف سهل الهضم وأرشدت إليه كتب التمريض بأنه مناسب للمريض من ذلك فن التمريض للأستاذ الدكتور مرشد الخاطر، وفي علم الأدوية، د، عزة مريدن.([31])
وجه الإعجاز العلمي.
عند التأمل في الأحاديث التي تكلمت عن التلبينة نجد أنها أخبرتنا أن فوائدها الآتي:
مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن، أنها تغسل المعدة.
والاكتشافات العلمية أثبتت أنها:
مجمة لفؤاد المريض، وأنها تذهب ببعض الحزن، وذلك من ناحية:
- أنها تخفض الكلسترول، وتقي الإنسان من تصلب الشرايين، تخفف ضغط الدم، وتساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم، وتخفيف الدهون.
- تقي من أمراض القلب، وتصلب الشرايين التاجية، والذبحة الصدرية، وأعراض نقص التروية.
- لها دور هام في مقاومة الأمراض، والحفاظ على الأغشية الخلوية، وإبطاء عملية الشيخوخة، والوقاية من السرطان.
- تحتوي التلبينة على الميلاتونين الطبيعي غير الضار، وأهميتها في أنها تقي من أمراض القلب، وتخفض نسبة الكوليسترول في الدم، وتعمل على خفض ضغط الدم، وتعمل على الوقاية من مرض الشلل والرعاش عند الكبار، وتزيد من مناعة الجسم، ولها دور هام في تنظيم النوم واليقظة.
أحد مكونات الشعير (بيتا جلوكان) ينشط كرات الدّم البيضاء؛ وهي أحد آليات جهاز المناعة الهام لحماية الجسم من أخطار الكائنات الدقيقة الممرضة، والتخلص من السموم والخلايا المصابة.
كما وجد أن (البيتا جلوكان) يسرع شفاء النسيج التالف، ويحفّز العناصر الأخرى لجهاز المناعة، وينصح الآن بهذه المادة كمكمّل غذائي لتحسين جهاز المناعة في جسم الإنسان.
وهذا يتوافق مع هدي النبي -ص- في وصف التلبينة للمرضى أثناء فترة مرضهم وحزنهم وهي مجمة لفؤاد المرضى، وهي تذهب ببعض الحزن للأسباب التي مرت، والأسباب التالية وهي التي تعرف بالمواد التي تخفف الاكتئاب وهي وجود الآتي:
- مضادات الأكسدة: حيث يساعد إعطاء جرعات مكثفة من حساء التلبينة الغنية بمضادات الأكسدة (فيتامين بي، أي) في شفاء حالات الاكتئاب لدى المسنين في فترة زمنية قصيرة تتراوح من شهر إلى شهرين.
- عنصر البوتاسيوم، والماغنسيوم.
- فيتامين (بي): حيث إن أحد مسببات أعراض الاكتئاب هو التأخر في العملية الفسيولوجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية والسبب هو نقص فيتامين (بي)، لذلك ينصح مريض الاكتئاب بزيادة الكمية المأخوذة من بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الفيتامين كالشعير.
- الأحماض الأمينية: حيث يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفان الذي يسهم في التخليق الحيوي لإحدى الناقلات العصبية، وهي التي تؤثر بشكل بارز في الحالة النفسية والمزاجية للإنسان.
وهذه توصف للمرضى بجرعات لتخفيف الاكتئاب، ولم يقولوا: (لعلاج الاكتئاب) فتأمل كيف أن الرسول أخبرنا عنها بأنها تذهب ببعض الحزن، فتأمل هذا التوافق الدقيق.
(وهي تغسل بطن أحدكم) وذلك من ناحية:
- أن الشعير ملين للأمعاء، مهدئ للقولون، مضاد لسرطان الأمعاء، غذاء لطيف سهل الهضم غني بالألياف المنحلة وغير المنحلة، ينشط الحركة الدودية للأمعاء مما يدعم عملية التخلص من الفضلات.
- فإذا أردت أن تعرف لماذا أمر الرسول -ص- بإعطاء التلبينة للمريض، ومعنى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- إنها مجمة لفؤاد المريض، والسبب في أنها تذهب ببعض الحزن، ولماذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- «ببعض» ولم يقل (بكل الحزن أو بعلاج الحزن) ومعنى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:«إنها تغسل بطن أحدكم»؛ كل هذه الأسئلة ستجد جوابها عند التأمل لهذه الأحاديث والاكتشافات العلمية في هذا الجانب، وسترى عند ذلك التوافق الدقيق والعجيب لكل هذه الألفاظ، وعند ذلك سترى الإعجاز وتعلم السر من وراء ذلك ، وهو من قوله تعالى: وما ينطق عن الهوى

([1]) سنن الترمذي ت شاكر (4/ 383) برقم:2039، أبواب الطب، باب ما جاء ما يطعم المريض، وهو في سنن ابن ماجه (2/ 1140) برقم:3445، كتاب الطب، باب التلبينة، وفي مسند أحمد -الرسالة (40/ 38) برقم:24035، وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص (4/ 131) برقم:7122، وقال عنه الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، تعليق الذهبي في التلخيص: صحيح.
([2]) صحيح البخاري (7/ 75)، برقم:5417، كتاب الأطعمة، باب التلبينة.
([3]) صحيح البخاري-طوق النجاة (7/ 124) برقم:5689، كتاب الطب، باب التلبينة للمريض.
([4]) صحيح البخاري- طوق النجاة (7/ 124) برقم:5690، كتاب الطب، باب التلبينة للمريض.
([5]) مسند أحمد - الرسالة (41/ 48) برقم:24500، وهو في مصنف ابن أبي شيبة - ترقيم عوامة (7/ 383) برقم:23967، وهو في المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص (4/ 228) برقم:7455، وقال فيه الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتج مسلم بمحمد بن السائب واحتج البخاري بأيمن بن نابل المكي ثم لم يخرجاه، تعليق الذهبي في التلخيص: صحيح.
([6]) القاموس المحيط (ص: 1274).
([7]) تحفة الأحوذي (6/ 160).
([8]) وهذا ما أثبته العلم الحديث أن هناك من المواد ما هو مفرح بخاصية فيه.
([9]) الطب النبوي، تحقيق: السيد الجميلي (ص: 115).
([10]) تهذيب اللغة (15/ 262).
([11]) زاد المعاد في هدي خير العباد (4/ 120).
([12]) شرح النووي على مسلم (14/ 202).
([13]) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (8/ 366)، برقم: 5688، أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري، أبو العباس، شهاب الدين (المتوفى: 923هـ)، المطبعة الكبرى الأميرية، مصر، ط7، 1323 هـ، عدد الأجزاء: 10.
([14]) فيض القدير (3/ 374).
([15]) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 153) .
([16]) موسوعة جابر لطب الأعشاب، 4/218.
([17]) القاموس الجديد للنباتات الطبية، د. سمير إسماعيل الحلو، 55.
([18]) من هديه صلى الله عليه وسلم العلاج بالتلبينة، عبد الكريم التاجوري، 16.
([19]) بتصرف من مجلة الإعجاز العلمي، مجلة فصلية تصدر عن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، التلبينة غذاء ودواء، رامي عبد الحبيب، العدد السابع عشر، وانظر: الإعجاز النبوي في السنة النبوية، د. صالح بن أحمد رضا، 297-302.
([20]) الصيدلية الخضراء، د. جيمس إيه. ديوك 2004م.
([21]) من هديه صلى الله عليه وسلم العلاج بالتلبينة، عبد الكريم التاجوري، 18، 19.
([22]) مجلة الإعجاز العلمي، التلبينة غذاء ودواء. د.رامي عبد الحبيب العدد: السابع عشر بتصرف، وانظر: من هديه صلى الله عليه وسلم العلاج بالتلبينة، عبد الكريم التاجوري، 19-23.
([23]) المرجع السابق نفسه العدد: السابع عشر بتصرف، والإعجاز العلمي في السنة النبوية.د. صالح بن أحمد رضا (ص: 297-299 ) أبحاث مشابهة.
([24]) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، م. نايف منير فارس، 479. نقلا عن قبسات من الطب النبوي.
([25]) من هديه صلى الله عليه وسلم العلاج بالتلبينة، عبد الكريم التاجوري، 60، 61.
([26]) انظر: مجلة الإعجاز العلمي، التلبينة غذاء ودواء.د. رامي عبد الحبيب (العدد السابع عشر).
([27]) بتصرف من موقع منتديات مشكاة، بعنوان: التلبينة وصية نبوية، وحقيقة علمية. د. صهباء بندق.
[28]) المعارف الطبية في ضوء القرآن والسنة، د. أحمد شوقي إبراهيم،105.
([29]) موسوعة الطب البديل، خالد جاد،323.
([30]) انظر ما سبق من الأبحاث، والإعجاز العلمي في السنة النبوية. د. صالح بن أحمد رضا (ص: 296 -299).
([31]) الطب النبوي والعلم الحديث، د، محمود ناظم النسيمي، 302

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ الطب النبوي والطب البديل والإعجاز العلمي 2015 ©