الأحاديث الواردة في العسل وشرحها
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ، فَقَالَ: «اسْقِهِ عَسَلًا» فَسَقَاهُ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَقَيْتُهُ عَسَلًا فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اسْقِهِ عَسَلًا» فَسَقَاهُ ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَقَيْتُهُ عَسَلًا فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلًا» فَسَقَاهُ عَسَلًا فَبَرَأَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ([1]).
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه ، أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن أخي عَرِب بطنه فقال له: «اسقه عسلا»([2])
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه ، أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن أخي عَرِب بطنه فقال له: «اسقه عسلا»([2])
وعن ابن عباس –رضي الله
عنه- عن النبي -صلى الله
عليه وسلم- قال: «الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنا
أنهى أمتي عن الكي» ([3]).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله
عنه-قال سمعت النبي -صلى الله
عليه وسلم- يقول: «إن كان في شيء من أدويتكم أو يكون في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة
محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء وما أحب أن أكتوي»([5]).
وعن عبد الله –ابن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله
عليه وسلم-: «عليكم بالشفائين: العسل، والقرآن» ([6]).
ثانياً: شرح الأحاديث:
يقول العلامة بدر الدين العيني في شرحه للحديث:
"«الشفاء
في ثلاثة» لم يرد النبي -صلى الله
عليه وسلم- الحصر في الثلاثة، فإن الشفاء قد يكون
في غيرها، وإنما نبه بهذه على أصول العلاج؛ لأن المرض إما دموي، أو صفراوي، أو
سوداوي، أو بلغمي إلى أن قال: وبقية الأمراض بالدواء المسهل اللائق بكل خلط منها،
ونبه عليه بذكر العسل " ([7]).
ويقول
المناوي في فيض القدير :« الشفاء في ثلاثة» الحصر المستفاد من تعريف المبتدأ
ادعائي، بمعنى أن الشفاء في هذه الثلاثة بلغ حداً كأنه انعدم به.
وفي حديث «إن كان في شيء من أدويتكم أو يكون في
شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء وما أحب
أن أكتوي» ودل قيدُ موافق الداء أنها شرطٌ للشفاء، فلا
يلزم أن يفيدَ العسلُ في كل داء.([8])
وفي قوله «كذب
بطن أخيك» أي: لم يصلح لشفاء بعد بهذه الكمية التي سقيته إياها.
«فبرأ»: شفي من المرض. ([10])
أما ابن
القيم رحمه الله تعالى فقد ذكر فوائد أخرى فقال:
"وفي
تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع، وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب
حال الداء، إن قصر عنه لم يزله بالكلية، وإن جاوزه أوهى القوى فأحدث ضرراً آخر،
فلما أمره أن يسقيه العسل سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداء ولا يبلغ الغرض، فلما
أخبره علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة، فلما تكرر ترداده إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء، فلما تكررت الشربات بحسب
مادة الداء برأ بإذن الله، واعتبار مقادير الأدوية وكيفياتها ومقدار قوة المرض من
أكبر قواعد الطب، وفي قوله-صلى الله
عليه وسلم-: «صدق الله وكذب بطن أخيك» إشارة
إلى تحقيق نفع هذا الدواء، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه، ولكن لكذب
البطن وكثرة المادة الفاسدة فيه، فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة الفاسدة"([11]).
والنصوص
المتعلقة بالاستشفاء بالعسل قسمان: الأول يدل على أن العسل دواء عظيم دون أن يبين
الأمراض التي تستفيد منه، ولا مقاديره فيها، ولا طرق تعاطيه. والثاني: يدل على أنه
استعمل في معالجة الإسهال وأوجاع البطن وغيرها.([12])
ثمرة الأحاديث والشرح.
- قال تعالى عن العسل: :﴿ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﴾[سورة النحل:69] حملها بعضهم على العموم
وحملها البعض بأنها خاصة لأمراض مخصوصة، وقال البعض: أن المقصود بذلك خرج مخرج
الغالب.
- الأمر بتكرار شرب العسل للعلاج فيه دليل على أن المرض يحتاج مقدار معين من
العلاج، فإذا قلت كمية العلاج لم تف بمقاومة الداء.
- جعل الشارع العسل من أحد أسباب
العلاج وامتدحه في القرآن الكريم وأشار إلى النحل بقوله:
(فيه شفاء للناس)[النحل : 68-69].
(فيه شفاء للناس)[النحل : 68-69].
-
أشارت الآية الكريمة إلى ما يخرج من بطون النحل
من عسل وغيره أن فيه شفاء للناس.
ليست هناك تعليقات